كيف نواجه الابتلاء؟
لا اله الا الله
المصائب التي تقع على الناس هي نوع من الابتلاءات التي يبتلي الله بها عباده، فقد يفقد الواحد منا أبا أو أما أو أخا أو شخصا عزيزا،وقد يبتلى أحدنا بفقد مال أو جاه أو منصب، وقد يبتلى الواحد منا أيضا بفقد صحة وعافية.
كل هذه ابتلاءات جمة، لها وقع كبير على الناس، فنرى أن منهم من يجزع ويكتئب، ومنهم من يصرخ ويولول، ومنهم من يشق الجيوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية الأولي"، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم دعوى الجاهلية الأولى؛ إذ أنها لا تمت للإسلام بصلة.
إذا ... كيف نتعامل مع المصائب؟؟!!
أولا/ علينا أن نعلم أن كل ما يصيبنا من ضرر بدني أو نفسي هو ابتلاء من الله تعالى ليكفر عنا ذنوبنا:
قال صلى الله عليه وسلم : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه" رواه البخاري
ثانيا/ علينا معرفة أن البلاء هو دليل حب الله تعالى:
قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي وابن ماجه
ثالثا/ علينا الصبر عند وقوع المصائب:
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} سورة البقرة
قال صلى الله عليه وسلم : "يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة "رواه البخاري .
وقال صلى الله عليه وسلم: "يقول الله سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة " رواه ابن ماجة حسنه الألباني .
رابعا/ علينا ذكر الله عز وجل عند الابتلاء:
قال تعالى: { وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} سورة البقرة
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله أنا لله وأنا إليه راجعون ،اللهمأجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها"
خامسا/ علينا أن نرضى بما قسمه الله لنا فلعله خير:
قال تعالى: { وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} سورة النساء
والأذكار عند المصائب كثيرة، منها دعاء سيد الاستغفار: (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ،عدل في قضاؤكأسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ،أو علمته أحداً من خلقكأو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ،ونور صدري وجلاءحزني وذهاب همي) ، إلى آخر الأدعية المأثورة
ولنا في الأنبياء قدوة حسنة، فذاك أيوب عليه السلام ابتلاه الله بالمرض وموت أبنائه وفقد أمواله، مدة طويلة من الزمن، فصبر على ابتلاء الله له، وقال : { ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين}سورة الأنبياء، لم يجزع أو يسخط، فكشف الله ضره، وأعاد له ماله وصحته ورزقه الذرية، وكذا يونس عليه السلام عندما ابتلعه الحوت صبر وقال : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} سورة الأنبياء، فنجاه الله تعالى، ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه السلام أروع الأمثلة في الصبر في سيرته الجليلة، ونذكر على سبيل المثال: عند موت ابنه إبراهيم، صبر وقال: " والله إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وهذه أم سلمة رضي الله عنها، عندما مات زوجها، تذكرت الحديث الشريف فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، تقول: وأنا في قرارة نفسي أن لا رجل أفضل من أبي سلمة، فعوضها الله بالنبي صلى الله عليه وسلم زوجا لها، وصارت أم المؤمنين رضي الله عنها.
وأختم بهذه القصة والتي أضع لها عنوانا: رب ضارة نافعة
قصة في الأثر عن ملك كان له وزير حكيم فكانكلما حدث شيئا سواء كان سيء أو حسن يقول خيرا إن شاءالله حتى حدث ذات مرة فقطع إحدى أصابع يد الملكفقال خيرا إن شاء الله فغضب الملك من غضبة رهيبة وأمر بهإلى السجن فقال الوزير الحكيم خيرا إن شاء لله وبعد أيام خرج الملك في رحلة صيد فإذا بمجموعة من الوثنين يهجمون عليه ويريدون إن يقدموهكقربان ثم اكتشفوا انه منقوص (هناك إصبع مقطوع ) فتركوه فرجع الملك إلى وزيره الحكيم وأخرجه من السجن وقال له حقا لقد كانخيرا ولكن لقد قلت حين أمرت بسجنك خيرا إن شاء الله فماالخير في ذلك قال الست وزيرك واصطحبك في كل مكان قال له نعم إذن كنت سوف أكون أنا القربانولكن الله سلم.
فانظروا أحبتي كيف أن الصبر على شيء ضار أنجت صاحبها من ضرر أكبر.
وفي الختام أسأل الله أن يجنبنا المصائب والفتن، ما ظهر منها وما بطن