- يشهد لها حديثان:
الأول: حديث جابر المتقدم (ص89-90)، وفيه:
((وذلك يوم الخلاص، وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكبير خبث الحديد)).
[93]
والآخر: حديث أبي هريرة: أن رسول الله قال:
((ألا إن المدينة كالكير تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد)).
أخرجه مسلم (4/120).
27- فيها حديثان:
الأول: حديث محجن بن الأدرع، وقد مضى (ص89).
الآخر: حديث جابر بن عبد الله، وقد مضى أيضاً (89-90).
28- فيها حديثان أيضاً:
الأول: عن أم شريك نفسها قالت: سمعت رسول الله يقول:
((ليفرنّ الناس من الدجال في الجبال))، قالت: أم شريك: يا رسول الله! فأين العرب يومئذٍ؟ قال: ((هم قليل)).
أخرجه مسلم (8/207)، والترمذي (3926)( )، وأحمد (6/462).
الآخر: عن عائشة :
أن رسول الله ذكر جهداً شديداً يكون بين يدي الدجال، فقلت: يا رسول الله! فأين العرب يومئذٍ؟ قال:
[94]
((يا عائشة! العرب يومئذ قليل)). فقلت: ما يجزي المؤمنين يومئذٍ من الطعام؟ قال: ((ما يجزي الملائكة؛ التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل)). قلت: فأي المال يومئذ خير؟ قال: ((غلام شديد يسقي أهله من الماء، وأما الطعام فلا طعام)).
أخرجه أحمد (6/125)، وحنبل (47/2)، وأبو يعلى (3/1133) عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عنها.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ الحسن – وهو البصري- مدلس.
وعلي بن زيد – وهو ابن جدعان- ضعيف.
وذهب عنه الهيثمي فقال: (7/335):
((رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله رجال (الصحيح) ))!
29-لم أجد لها شاهداً.
30-يشهد لها حديث علي قال: قال رسول الله :
((المهدي منا آل البيت؛ يصلحه الله في ليلة)).
وهو حديث ثابت مخرج في ((الصحيحة)) (2371).
31- يشهد لهذه الفقرة أحاديث:
الأول: عن عثمان بن أبي العاص قال: سمعت رسول الله يقول:
((يكون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بملتقى البحرين، ومصر بالحيرة
[95]
ومصر بالشام، فيفزع الناس ثلاث فزعات، فيخرج الدجال في إعراض الناس، فيهزم من قبل المشرق، فاول مصر يرده المصر الذي بملتقى البحرين، فيصير أهله ثلاثة فرق: فرقة تقول: نُشامّه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم، ومع الدجال سبعون ألفاً عليهم السيجان، وأكثر تبعه اليهود والنساء، ثم يأتي المصر الذي يليه، فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تقول: نشامّه ننظر ما هو؟ وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام.
وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحاً لهم، فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد، حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيأكله.
فبينما هم كذلك؛ إذ نادى مناد من السحر: يا أيها الناس! أتاكم الغوث (ثلاثاً). فيقول بعضهم لبعض: إن هذا لصوت رجل شبعان!
وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر، فيقول له أميرهم: روح الله! تقدم صلّ. فيقول: هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض. فيتقدم أميرهم فيصلي، فإذا قضى صلاته؛ أخذ عيسى حربته، فيذهب نحو الدجال؛ فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، فيضع حربته بين ثندوته فيقتله، وينهزم أصحابه، فليس يومئذ شيء يواري منهم أحداً، حتى أن الشجرة لتقول له: يا مؤمن! هذا كافر. ويقول الحجر: يا مؤمن! هذا كافر)).
أخرجه أحمد (4/216-217)، والحاكم (4/478 – 479).
[96]
قلت: ورجاله ثقات رجال مسلم؛ غير علي بن زيد- وهو ابن جدعان- وهو ضعيف.
الثاني: عن جابر بن عبد الله ، وقد مضى حديثه (71-73).
وقد أخرج مسلم (1/95) موضع الشاهد منه من طريق أخرى عن أبي الوحشير: أنه سمع جابر بن عبد الله مرفوعاً بلفظ:
((لا تزال طائفة من أتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم ، فيقول أميرهم: تعال صل لنا.فيقول: لا؛ إن بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة)).
هو مخرج في ((الصحيحة)) (1960)، وقد أخرجه الداني أيضاً (142/2).
الثالث: عن أبي هريرة، وقد مضى حديثه (ص54) بلفظ:
((ثم ينزل عيسى ابن مريم من السماء فيؤم الناس، فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله المسيح الدجال، وظهر المسلمون)).
الرابع: عن النواس بن سمعان، وقد مضى حديثه (ص56-58).
الخامس: عن عائشة، وقد مضى حديثها (ص59-60).
السادس: بعض أصحاب محمد ، وقد مضى (91-92).
السابع: عن سمرة: أن النبي كان يقول:
((إن الدجال خارج، وهو أعور عين الشمال، عليها ظفرة غليظة، وإنه يبرئ
[97]
الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى، ويقول للناس: أنا ربكم. فمن قال: أنت ربي: فقد فتن، ومن قال: ربي الله. حتى يموت؛ فقد عصم من فتنته، ولا فتنة بعده، ولا عذاب عليه، فيلبث ما شاء الله.
ثم يجيء عيسى ابن مريم عليهما السلام من قبل المغرب؛ مصدقاً بمحمد وعلى ملته، فيقتل الدجال، ثم إنما هو قيام الساعة)).
أخرجه أحمد (5/13) .
قلت: وإسناده صحيح؛ لولا عنعنة الحسن البصري، وأما الحافظ في ((الفتح)) (6/478) ؛ فجزم بأن إسناده حسن!
الثامن : عن أبي هريرة أيضاً: أن النبي قال:
((كيف أنتم إذا نزل ابن مريم [من السماء] فيكم، وإمامكم (وفي رواية: وأمّكم) منكم؟)). قال: ابن أبي ذئب- أحد رواته- : تدري ما ((أمكم منكم))؟ أمكم بكتاب ربكم تبارك وتعالى وسنة نبيكم .
أخرجه البخاري (6/384)، ومسلم (1/94)، وعبد الرزاق (20841)، وأحمد (2/272 و336)، وابن منده (41/2)، والبيهقي في ((الأسماء)) (ص424)، والزيادة له.
ومن طريق ثانية عنه مرفوعاً بلفظ:
((والذي نفسي بيده؛ ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيوحشهر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتى لا يقبله
[98]
أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها))، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكونُ عليهم شهيداً﴾ [النساء: 159].
أخرجه البخاري (6/382-383)، ومسلم (93-94)، والترمذي (2234) وصححه، والطيالسي (2/219/2782)، وأحمد (2/240 و272 و538)، وليس عند هؤلاء الثلاثة قراءة الآية، وهو رواية للشيخين، وابن ماجه (2/516)، والآجري (ص381)، وعبد الرزاق (20840)، والداني (142/1-2)، وابن منده في ((الإيمان)) (41/1).
ومن طريق ثالثة عنه بلفظ:
((والله؛ لينزلن ابن مريم حكماً عادلاً، فليوحشهرنّ الصليب، وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، ولتتركن القلاصُ فلا يسعى عليها ، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد)).
أخرجه مسلم (1/94)، وأحمد (2/494)، والآجري (ص380)، وابن منده (41/2).
وفي رابعة- وهي عن محمد بن سيرين- عنه مرفوعاً:
((يوشك من عاش منكم أن يلقى عيسى ابن مريم إماماً مهدياً وحكماً عدلاً، فيوحشهر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها)).
أخرجه أحمد (2/411).
[99]
قلت: وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
وفي رواية عن ابن سيرين قال:
((ينزل ابن مريم عليه لأمته وممصرتان بين الأذان والإقامة، فيقولون له: تقدم. فيقول: بل يصلي بكم إمامكم، أنتم أمراء بعضكم على بعض)).
أخرجه عبد الرزاق (20838).
وإسناده صحيح مقطوع، وهو في حكم المرفوع مرسلاً.
وفي أخرى عن معمر قال:
((كان ابن سيرين أنه المهدي الذي يصلي وراءه عيسى)).
أخرجه عبد الرزاق (20839).
وفي طريق خامسة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ:
((ينزل عيسى ابن مريم، فيقتل الخنزير، ويمحو الصليب، وتجمع له الصلاة، ويعطي المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج، وينزل الروحاء، فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما))، قال: وتلا أبو هريرة: ﴿وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً﴾ [النساء: 159]. فزعم حنظلة أن أبا هريرة قال: (يؤمن به قبل موته): عيسى، فلا أدري هذا كله حديث النبي أو شيء قاله أبو هريرة؟
أخرجه أحمد (2/290-291).
قلت: وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرج منه نزوله بـ(الروحاء)
[100]
والإهلال (4/60)، وكذلك رواه عبد الرزاق (20842)، والداني (144/1)، وابن منده (41/2).
وفي سادسة عنه مرفوعاً:
((ليس بيني وبينه نبي( يعني: عيسى)، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك [الله في زمانه] المسيح [الكذاب] الدجال، [وتقع الأمنة على الأرض؛ حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم]، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى، فيصلي عليه المسلمون [ويدفنونه])).
أخرجه أبو داود (2/214)، والسياق له، وابن حبان (1902و1903)، وأحمد (2/406و437)، وابن جرير في ((التفسير)) (رقم 7145)، والآجري (ص380)، وعبد الرزاق (20845) وزاد: ((وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين)).
ولها شاهد في الطريق التالية.
قلت: وإسناده صحيح، وصححه الحافظ، وهو مخرج في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (2182).
وفي سابعة عنه مرفوعاً:
((يوشك عيسى ابن مريم أن ينزل حكماً قسطاً، وإماماً عدلاً،
[101]
فيقتل الخنزير، ويوحشهر الصليب، وتكون الدعوة واحدة)).
أخرجه أحمد (2/394).
قلت: وإسناده حسن.
وفي ثامنة عنه مرفوعاً نحوه دون الجملة الأخيرة، وزاد:
((ويرجع السلم، وتتخذ السيوف مناجل، وتذهب حمة كل ذات حمة، وتنزل السماء رزقها، وتخرج الأرض بركتها، حتى يعلب الصبي بالثعبان فلا يضره، ويراعي الغنم الذئب فلا يضرها، ويراعي الأسد البقر فلا يضرها)).
أخرجه أحمد (2/482- 483) عن فليح عن الحارث بن فضيل الأنصاري عن زياد بن سعد عنه.
قلت: وإسناده على ماقال ابن كثير (1/169):
((جيد، قوي ، صالح)) !
وفيه نظر عندي من وجهين:
الأول: أن زياد بن سعد هذا- وهو المدني الأنصاري- أورده ابن أبي حاتم (1/2/532) من رواية ابنه سعد بن زياد أيضاً عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وأورده ابن حبان في ((الثقات)) (1/73).
والآخر: أن فليحاً هذا – وهو ابن سليمان الخزاعي- وإن كان من رجال الشيخين؛ فهو كثير الخطأ؛ كما قال الحافظ في ((التقريب)).
قلت: فالأولى أن يقال: إنه قوي بما قبله.
[102]
وفي تاسعة عنه مرفوعاً بلفظ:
((لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافّوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبَوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله؛ لا نخلي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، فيفتتحون قسطنطينية (وفي رواية: فيبلغون قسطنطينية فيغنمون)، و(في طريق أخرى عنه: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟))، قالوا: نعم يا رسول الله!
قال: ((لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر. فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالث: لا إله إلا الله ، والله أكبر. فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا)، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح [الدجال] قد خلفكم في أهليكم. فيخرجون، وذلك باطل، [فيتركون كل شيء ويرجعون]، فإذا جاؤوا الشام خرج.
فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف؛ إذا أقيمت الصلاة [صلاة الصبح]، فينزل عيسى ابن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب
[103]
الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريه دمه في حربته)).
أخرجه مسلم (8/175-176)، والسياق له، وكذا الطريق الأخرى له (8/187-188)، والزيادات منها، والداني (113/1-2 و121/2) من الطريقين، والحاكم (4/482)، والرواية الأخرى والزيادة له، وقال:
((صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه)) !
فوهم في استدراكه على مسلم !
قلت: ولبعضه شاهد من حديث عبد الله بن مسعود ؛ يرويه يسير بن جابر قال:
هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيري إلا : يا عبد الله ابن مسعود! جاءت الساعة. قال: فقعد – وكان متكئاً- فقال:
إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة. ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام. قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة، فيشترط المسلمون شرطةً للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم
[104]
يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء، كل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام، فيجعل الله الدبرة عليهم، فيقتتلون مقتلة – إما قال: لا يرى مثلها؛ وإما قال: لم ير مثلها- حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم؛ فما يخلفهم حتى يخرّ ميتاً؛ فيتعادّ بنو الأب؛ كانوا مائة؛ فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد، فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك؛ إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك ، فجاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم. فيرفضون ما في أيديهم، ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله : ((إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذٍ)).
أخرجه أحمد (1/435)، ومسلم (8/177-178).
وفي عاشرة عنه مرفوعاً:
((ينزل عيسى ابن مريم، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله عز وجل في زمانه الدجال، وتقوم الكلمة لله رب العالمين)).
أخرجه الداني (143/2)، وابن منده (41/2)، وسنده جيد.
فهذه عشر طرق لحديث أبي هريرة حده، فهو متواتر عنه في الجملة؛ لا في التفصيل.
[105]
الحديث التاسع: عن حذيفة بن اليمان مثل حديث أبي هريرة الذي سقته آنفاً، وأتم منه، وفيه: ذكر عقبة أفيق، وفيه:
((فلما قاموا يصلّون؛ نزل عيسى ابن مريم صلوات الله عليه إمامهم، فصلى بهم( )،فلما انصرف قال: هكذا: أفرجوا بيني وبين عدو الله. (قال أبو حازم: قال أبو هريرة: فيذوب كما تذوب الإهالة في الشمس، وقال عبد الله بن عمرو: ما يذوب الملح في الماء)، وسلط الله عليهم المسلمين، فيوحشهرون الصليب، ويقتلون الخنزير، ويضعون الجزية)).
أخرجه ابن منده (95/2)، والحاكم (4/490-491) وقال:
((صحيح على شرط مسلم ))، وأقره الذهبي.
وأقول: فيه خلف بن خليفة الأشجعي، وهو وإن كان صدوقاً من رجال مسلم ؛ فقد كان اختلط في الآخر، فحديثه جيد في الشواهد، وأما قول الحافظ في (6/478) بعد ما عزاه لابن منده : ((إسناد صحيح )) ؛ فهو سهو أو تساهل.
العاشر: عن حذيفة بن أسيد قال:
((... ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفّة من الدين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، فتطوى له الأرض طيّ فروة الكبش، حتى يأتي المدينة، فيغلب على خارجها، ويمنع داخلها، ثم جبل إيلياء، فيحاصر عصابة
[106]
من المسلمين، فيقول لهم الذين عليهم: ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم؟ فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا، فيصبحون ومعهم عيسى ابن مريم، فيقتل الدجال ويهزم أصحابه، حتى أن الشجر والحجر والمدر يقول: يا مؤمن ! هذا يهودي عندي فاقتله)).
أخرجه الحاكم (4/529-530)، وعبد الرزاق (20827) مختصراً، وقال الحاكم:
((صحيح الإسناد))، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
الحادي عشر: عن بعض أصحاب محمد ، وقد مضى حديثه (91-92).
32- يشهد لها حديث حذيفة بن اليمان الماضي قريباً، وفه: ((فلما انصرف( يعني : عيسى من الصلاة) قال هكذا : أفرجوا بيني وبين عدو الله)).
33- يشهد لها أحاديث:
الأول: عن أنس قال:
((يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة)).
أخرجه مسلم (8/207)، وابن حبان (6760)، وأحمد (3/224)، وانظر: ((الصحيحة)) (3080).
[107]
الثاني: عن جابر ، وقد مضى( ص89-90) بلفظ:
((يكون معه سبعون ألفاً من اليهود، على كل رجل منهم ساج وسيف محلى)).
الثالث: عن عثمان بن أبي العاص مثله دون ذكر السيف، وقد مضى (ص94-95).
الرابع: عن أبي سعيد مرفوعاً مثله أيضاً دون السيف.
أخرجه عبد الرزاق (20825) عن أبي هارون عنه.
لكن أبو هارون متروك.
الخامس: عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:
((لينزلن الدجال (خُوز) و(كرمان) في سبعين ألفاً وجوههم كالمجان المطرقة)).
أخرجه أحمد (2/337)، ورجاله ثقات؛ لولا عنعة ابن إسحاق.
34-هذه الفقرة تقدمت شواهدها من رواية جمع من الصحابة:
الأول: جابر (ص71-73).
الثاني: بعض أصحاب محمد (ص91-92).
الثالث: عثمان بن أبي العاص (ص94-95).
الرابع: أبو هريرة (ص102-103).
[108]
الخامس : حذيفة بن اليمان (ص105).
35- لم أجد لها شاهداً.
36- فيها أحاديث:
الأول: عن مجمع بن جارية الأنصاري قال: سمعت رسول الله يول: ((يقتل ابن مريم الدجال بباب لد)).
أخرجه الترمذي (2245)، وابن حبان (1901)، والطيالسي (2/219)، وعبد الرزاق (20835)، وأحمد (3/420)، والداني (143/1 و2)، وقال الترمذي:
((حديث حسن صحيح)).
قلت: لعله يعني لشواهده الآتية، وإلا ففي إسناده عبيد لله بن عبد الله ابن ثعلبة الأنصاري، وهو مجهور لا يعرف، وفي اسمه اختلاف.
الثاني: عن النواس بن سمعان مرفوعاً مثله، وقد مضى حديثه (ص56-58).
الثالث: عن عائشة ا مرفوعاً نحوه، وقد مضى حديثها (ص59-60).
وروى عبد الرزاق (20836) بسند صحيح: أن عمر سأل رجلاً من اليهود عن شيء؟ فحدثه، فصدقه عمر، فقال له عمر: قد بلوت صدقك، فأخبرني عن الدجال. قال: وإله اليهود؛ ليقتلنه ابن مريم بفناء (لُدّ).
[109]
37-فيها أحاديث:
الأول: عن عثمان بن أبي العاص، وهو في آخر حديثه المتقدم (ص94-95).
الثاني: عن جابر، وهو أيضاً في آخر حديثه السابق (71-73).
الثالث: عن حذيفة بن أسيد، وتقدم أيضاً (105-106).
الرابع: عن ابن عمر، وقد مضى (ص88).
لكن له طريق أخرى أصح من تلك بلفظ:
((تقاتلكم اليهود، فتسلطون عليهم، حتى يقول الحجر : يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله)).
أخرجه عبد الرزاق (20837)، وعنه أحمد (2/149)، والترمذي (2237) وقال:
((حديث حسن صحيح)).
ثم أخرجه أحمد (2/122 و131)، والبخاري (6/78 و478)، ومسلم (8/188) من غير طريق عبد الرزاق به، وأخرجه الداني (65/1).