???? زائر
| موضوع: " قصيدة ( ملك يموت وأمه تحيا ) " 31/12/2009, 9:09 pm | |
| من منا لا يعرف الأديب الكبير علي أحمد باكثير صاحب القول الشهير ( ولو ثقفت يوما حضرميا لجاءك آية في النابغينا ) له مؤلفات مسرحية عدة وصاحب رواية ( وااسلاماه ) التي تعرض فيها لفترة من فترات تاريخنا العربي الإسلامي يدرسها النشء في مدارسهم كأحد المقررات الإسلامية في بلدان عربية عدة .
ولد علي أحمد باكثير في اندنوسيا سنة 1911 ولما دخل سن التعليم أعاده أهله الى ( حضرموت ) باليمن كأترابه من أبناء الحضارم الذين توارثوا التعليم وكان أبهى قيمهم الاجتماعية في الموطن والمهجر … لقد أراد باكثير أن ينزرع في وطنه مقاوما دعوات أهله المهاجرين فتزوج فتاة من ( سيوون ) تفجر شعرا بحبها وكأنها معشوقة وأنغمر معها في أهنأ حياة زوجية كانت في الوطن كما كان فيها الوطن ، غير أن عمر الهناءة قصير كعمر الورد فبعد أربع سنين اختطف الموت زوجة ذلك الشاعر الولهان فتزلزل به المكان وأحس في الرحيل تبديدا للمرارة فهاجر الى الحجاز وتلقى هناك بعض الدروس وفي منتصف الثلاثينات هاجر الى القاهرة والتحق بجامع فؤآد عام 1934 ثم تخرج من دراسته الجامعية عام 1938 انتقل بعدها الى دار المعلمين كي يتأهل للتدريس بعد عام … اقترن بسيدة مصرية أضفت على عشه الحنان والهدوء فخصص للتأليف الشعري والمسرحي والترجمة من الإنجليزية أكثر أوقاته ، ولما حقق الشطر الجنوبي من اليمن استقلاله في عام 1967 أحس باكثير أن مكانه الطبيعي في ( عدن ) إلا أنه وصلها في عنف الصراع السياسي بين جناحي الجبهة القومية فأنثنى عائدا الى مصر وفي أثناء وجوده بها داهمه المرض الذي توفى على إثره عام 1968 يرحمه الله …… هذا مختصر لحياته .
انتقد الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني قصيدة أمة تبعث التي قالها باكثير محييا بها ثورة اليمن الدستورية عام 1948 التي قامت على اثر مقتل الإمام يحي وسقطت بسببه بعد عشرين يوما ، ومما قاله البردوني عنها أنها لا ترقى الى الإثارة الفنية وبالأخص في مثل تلك الأحداث المدوية التغييرية وإنها لا تقبل التوسط الشعري بقافيتها المعتلة في البحر مجزوء الكامل وان ثقافة باكثير الأجنبية لم تخلق الأصالة الشعرية ولكنه ا قد تصقل الأصالة فقط وأقام مقارنة بينها وبين قصيدة للشهيد محمد محمود الوحشيري تلميذ الجامع الكبير بصنعاء ودار العلوم بالقاهرة ورجح قصيدة الوحشيري التي هي من بحر البسيط على قصيدة باكثير صياغة ورؤية من خلال النصوص …….. لا أفهم شيئا في بحور الشعر ولا في ترجيح قصيدة على أخرى لذلك سأنقل قصيدة باكثير كاملة وبعضا من أبيات قصيدة الوحشيري وسأترك الرأي لذوي الشأن من الشعراء للحكم حكما يوافق حكم البردوني أو ينافيه .
ملك يموت وأمة تحيا
---------- بشرى تكاد تكذب النعيا
ما كان أبعد أن نصدقها
----------- سبحان من أردى ومن أحيا
اليوم تبعث أمة أنف
----------- تبني ليعرب قبة عليا
موؤدة ثوت الثرى زمنا
------------ سبحان مخرجها الى الدنيا
شعب نضا الأكفان عنه وقد
------------ بليت فأهداها الى ( يحي )
أهداه أثمن ما حوت يده
------------ هل كان يملك غيرها شيّا ؟
قدر رمى يحي فأقصده
------------ هيهات تخطئ كفه الرميا
كم لاح في الرؤيا يقول له
------------ الشعب أجدر منك بالرعيا
أنت امرؤ فان فدعه يعش
---------- لتعيش في أجياله حيّا
فمضى يكذبها فما لبثت
----------- أن صيرته وملكه رؤيا
غفر الإله لعاهل بطل
---------- صان الحما حرا ولم يعيا
ما ضره لو قد أضاف الى
----------- حسناته التعمير والاحيا
لغدا إذا أعلى الرجال يدا
----------- وأعزهم وأسدّهم رأيا
ما خير دار حرة لفتى
--------- يشكو الطوى والسقم والعريا
يا أيها الشعب الطليق أتى
----------- عهد الحياة فأحسن اللقيا
وأمامك الملك الجديد على
------------ عهد من الشورى سما هديا
إن يبغ أحمد أن يرى ملكا
------------ فليبلغ قوما مثله عميا
أما قصيدة الوحشيري فتقول :
سجّل مكانك في التاريخ يا قلم
------------------ فهاهنا تبعث الأجيال والأمم
هنا القلوب الأبيّات التي ائتلفت
------------------ هنا الحنان هنا القربى هنا الرحم
إن الأنين الذي كنا نردده
---------------- سرا غدا صيحة تصغى لها الأمم
إن القيود التي كانت على قدمي
--------------- صارت سهما من السجّان تنتقم
والحق يبدأ في آهات مكتئب
-------------- وينتهي بزئير ملؤه نقم
لم يبق للظالمين اليوم من وزر
-------------- إلا أنوف ذليلات ستنحطم
إن اللصوص وان كانوا جبابرة
--------------- لهم قلوب من الأطفال تنهزم
|
|
???? زائر
| موضوع: رد: " قصيدة ( ملك يموت وأمه تحيا ) " 30/1/2010, 3:58 pm | |
| |
|